فصل: قال زكريا الأنصاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتمام القصة مبينة في الآية 58 من سورة هود المارة فراجعها وما ترشدك إليه. قال تعالى: {ولقد مَكَّنَّاهُمْ} أي قوم عاد {فِيما} في شيء عظيم (إن) نافية بمعنىّ ما أي ما {مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} يا أهل مكة من قوة الأبدان وطو ل الأعمار وكثرة الأموال {وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً} يستعملونها فيما خلقت لها من النظر في الاء اللّه ليفقهوا أمر دينه فصرفوها لغير ما خلقت لها من أمور الدنيا الصرفة {فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شيء} يحول دون ذلك العذاب لأنهم استعملوها في معصية اللّه. فكان وجودها نقمة لا نعمة {إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بآيات اللَّهِ} التي أظهرها على أيدي أنبيائهم {وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} 26 أحاط بهم العذاب جزاء سخريتهم. وفي هذا تهديد لأهل مكة ووعيد كبير لما يجابهون به نبيهم. {ولقد أَهْلَكْنا ما حولكُمْ مِنَ الْقُرى} بإهلاك أهلها كديار ثمود وقرى قوم لوط وحجر صالح وقرى عاد باليمن. وإنما خاطب أهل مكة بهذا لأنهم يرونها بأسفارهم وحلة الشتاء والصيف {وَصَرَّفْنَا} بينا وكررنا {الآيات} الدالة على التوحيد والبعث والأوامر والنواهي {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 27 إلى الآيمان بذلك. فلم يفعلوا وأصروا على كفرهم {فَلولا} هلا {نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبانًا الِهَةً} يتقربون بها إلى اللّه ليشفعوا لهم عنده فعبدوها من دونه.
ألا عبدوا اللّه وحده كي ينصرهم ويخلصهم مما حل بهم {بَلْ ضَلُّوا} عن الطريق السوي فلم يتقربوا إليه وتقربوا إلى أوثانهم التي غابت {عَنْهُمْ} عند حلو ل العذاب بهم فلم ينتفعوا بهم {وَذلِكَ} قولهم إنها تقربهم إلى اللّه وتشفع لهم عنده هو {إِفْكُهُمْ} اختلاقهم الكذب {وَما كانُوا يَفْتَرُونَ} 28 من البهت على الملائكة وعيسى وعزير من إسناد عبادتهم إليهم. إذ تبرءوا منهم وأنكروا عبادتهم لهم وعلمهم بهم أيضا. و لهذا فقد غشيهم العذاب ولم يجدوا من ينقذهم منه. ولوأنهم تعرفوا إلى اللّه وتقربوا له لنجاهم منه. ثم شَرَع جلَّ شَرعُه ببيان ما وقع لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم مع الجن ليذكره لقومه. وقد مر أول سورة الجن ما يتعلق برؤيتهم وحضورهم لدى الرسول بصورة مفصلة فراجعها في ج 1.

.مطلب تكليف الجن ودخولهم في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأولي العزم من الرسل:

قال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ} يا سيد الرسل {نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن} منك كما يستمعه الإنس لأنه صلى الله عليه وسلم مرسل إليهم أيضا كما أوضحناه هناك {فَلَمَّا حَضَرُوهُ} أي مجلسك الذي كنت تتلوه فيه {قالوا} بعضهم لبعض {أَنْصِتُوا} تأدبا واحتراما لسماعه وليعوا ما يأمر به وينهى عنه. فأصغوا وبقوا منصتين {فَلَمَّا قُضِيَ} فرغ من القراءة وتفاهموا مع حضرة الرسول وأجابهم لما سألوا عنه {ولوا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} 29 لهم سوء عاقبة الطغيان ومخوفيهم من هول القيامة والوقوف لدى الملك الديان لأنهم بعد أن آمنوا به صلى الله عليه وسلم أمرهم تبليغ قومهم ما سمعوا منه وأن يؤمنوا باللّه. ولما ذهبوا إليهم {قالوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى} يفهم من هذا أنهم كانوا يتدينون بالتوراة ولم يذكروا عيسى لأنه عليه السلام كان يعمل بالتوراة عدا ما غيرت منها شريعته بما جاء في الأنجيل المنزل عليه وهي أجل الكتب السماوية وأجمعها بعد القرآن. ويدل على عملهم بالتوراة قوله تعالى: {مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب السماوية الأنجيل فما قبله. لأن الذي فيها كله موجود بالقرآن. ثم وصفوه بوصف أعظم بقولهم {يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} الذي يجب اتباعه من العقائد والأحكام {وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} 30 لا يضل متّبعه ولا يزيغ.
{يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ} الذي أنزل عليه هذا الكتاب الجليل وهو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الذي أرسله اللّه لإرشاد هذا العالم كله {وَآمنوا بِهِ} وصدقوه واعملوا بكتابه.
واعلم أن الآيمان داخل بالإجابة. وإنما خصوه بالذكر ثانيا لأنه الأصل وهو المقصود من الإجابة. فيكون من باب ذكر العام وعطف أشرف أنواعه عليه. فإذا فعلتم {يَغْفِرْ لَكُمْ} اللّه ربه وربنا وربكم ورب الكون أجمع {مِنْ ذُنُوبِكُمْ} التي اقترفتموها {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} 31 حق عليكم بسبب كفركم باللّه وتعديكم على الغير.
تفيد هذه الآية الكريمة أن الجن كالأنس منهم المؤمن ومنهم الكافر. وأن مؤمنهم معرض للثواب وكافرهم مهيء للعقاب. وإنما عبر بمن لأن الغفران لا يعم كل الذنوب إذا لم يشأ اللّه ذلك. لأن منها ما هو حق خالص للّه مبني على المسامحة. ومنها ما يتعلق بها حق الغير فيتوقف غفرانها على إرضاء أربابها لأنه مبني على المشاححة. فقد لا تسمح نفسه بعفوها. فالأولى تكفرها التوبة فقط. والثانية التوبة وتأدية الحقوق. والمقاصصة أو العفو. والتي فيها حق اللّه حق العبد فيلزم لها كلا الشرطين. راجع الآية 27 من سورة الشورى المارة تعلم تفصيل هذا. على أن اللّه تعالى إذا أراد خيرا بأمثال هؤلاء فإنه يرضي خصومهم ويدخلهم الجنة جميعا. قال ابن عباس وابن أبي ليلى إن الجن كالأنس يثابون على الإحسان ويعاقبون على الإساءة ويدخلون الجنة والنار بسبب أعمالهم. ونراهم في الآخرة من حيث لا يروننا عكس حالتهم في الدنيا كما ذكرناه في الآية 27 من سورة الأعراف في ج 1. وهذا أصح الأقوال في الجن يؤيده قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ} الآية 56 من سورة الرحمن في ج 3. قال هذا حمزة بن حبيب. وقال عمر بن عبد العزيز يكونون في رحاب الجنة وربضها أي فنائها. ثم هددوا قومهم فقالوا لهم {وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ} فإنه يخذله ويأخذه أخذا قويا {فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} لأنه في قبضة ذلك الإله العظيم الذي لا يفوته فائت ولا يهرب من جزائه هارب سواء دخل في أعماق الأرض أوطار في أقطار السماء أوغاص في أعماق البحور. و لهذا البحث صلة في الآية 33 من سورة الرحمن في ج 3 فراجعه {وليس لَهُ} لهذا الذي لا يجيب داعي اللّه من {مِنْ دُونِهِ أولياءُ} يمنعون وصو ل العذاب إليه أو ينصرونه منه {أولئِكَ} الذين لا يجيبون داعي اللّه الابون عن الآيمان به {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 32 ظاهر معرضين عن سلوك الطريق القويم.
وفي هذه الآيات دلالة ظاهرة واضحة على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الجن. وعلى أن الجن هم رسله إلى قومهم كرسل سيدنا عيسى عليه السلام. كما أشرنا إليه في الآية 28 من سورة سبأ وفيها ما يرشدك إلى الآية 158 من سورة الصافات والآية 128 من سورة الأنعام المارات فيما يتعلق بهذا وغيره فراجعها تجد ما تريده إن شاء اللّه.
أخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن الحبر أنه قال: صرفت الجن إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرتين.
وقد نقلنا في القصة على ما ذكره الخفاجي أن الأحاديث دلت على أن وفادة الجن كانت ستة مرات. وبذلك يجمع بين الاختلاف الوارد في الروايات بأن كان عددهم سبعة. وقيل تسعة. وقيل اثنى عشر. وقيل ثلاثمائة. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أنهم اثنا عشر ألفا. وعن مجاهد أنهم واحد وأربعون. وهذا الاختلاف في العدد أيضا يدل على أن لقاءهم بحضرة الرسول كان ست مرات وكل رأو روى عددا مما ذكر. وكما وقع الاختلاف في الوفادة والعدد والمكان وقع الاختلاف في الزمن. وقدمنا أيضا ما يتعلق فيه أول سورة الجن. وإلى هنا انتهى ما يتعلق بالجن. أما تاريخه فقد أخرج أبونعيم في الدلائل والواقدي عن أبي جعفر قال: قدم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الجن في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة أي كان أول اجتماعهم به. هذا واللّه أعلم.
قال تعالى: {أَولم يَرَوْا} قومك يا محمد {أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ولم يَعْيَ} يعجز ويتعب أو يتحيّر وحاشاه من هذا كله {بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} مرة ثانية كما خلقهم أول مرة قل يا أكرم الرسل {بَلى} هو قادر على ذلك وهو أهون عليه. لأن الإبداع وهو اختراع ما لم يكن أعظم من الإعادة لأن لها مثالا وهو على غير مثال {إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 33 وإحياء الموتى شيء مقدور للّه. فينتج إحياء الموتى مقدور للّه. وذلك أن قوله (عَلى كُلِّ شيء) تشير إلى كبرى لصغرى سهلة الحصو ل كما ذكرنا. ويلزم منها أنه تعالى قادر على إحياء الموتى كما أنشأهم أول مرة.
واعلم أن ما قرأه بعضهم بدل قدير (يقدر) لا يلتفت إليه ولا تجوز هذه القراءة كما مر في الآية 58 من سورة الأنعام. و لبحث القراءة صلة في الآية 11 من سورة الحج في ج 3.
قال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا} من منكري البعث وغيرهم {عَلَى النَّارِ} يوم القيامة يقال لهم {أَلَيْسَ هذا} الذي تشاهدونه من الإحياء بعد الموت والعذاب الذي أو عدكم به الرسل في الدنيا {بِالْحَقِّ} والصدق كما أخبروكم به {قالوا بَلى وَرَبِّنا قال} تعالى: {فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} 34 بذلك وتجحدونه.
وهذه الآية الثالثة المدنية كما قال صاحب البحر: عن ابن عباس وقتادة رضي اللّه عنهم وقد التفت بها جل جلاله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم يسليه بها عما هاجمه به قومه فقال عز قوله: {فَاصْبِرْ} يا أكرم الرسل {كَما صَبَرَ أُولوا الْعَزْمِ} ذو والثبات والجد والحزم {مِنَ الرُّسُلِ} قبلك وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وهو خاتمهم. راجع الآية 13 من سورة الشورى المارة والآية 7 من سورة الأحزاب في ج 3. وهذا أصح الأقوال في عددهم. وقال بعض العلماء إن الرسل كلهم أولوا عزم. لأنهم امتحنوا وصبروا عدا من استثنى اللّه بقوله في حق آدم {ولم نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} الآية 115 من سورة طه.
وفي حق يونس بقوله: {ولا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ} الآية 48 من سورة القلم المارتين في ج 1. وقال آخرون هم الثمانية المذكورون في الآيتين 85. 86 من سورة الأنعام المارة. وعلله بقوله: {أولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} الآية 97 منها وقال غيرهم أنهم تسعة: نوح لصبره زمنا طويلا على أمته. وإبراهيم لصبره على الإلقاء بالنار. وإسماعيل لصبره وتسليم نفسه للذبح. ويعقوب على فقد و لده. ويوسف على البئر والسجن والمرأة. وأيوب على البلاء العظيم الذي ابتلي به. وموسى على قومه. وداود لبكائه على خطيئته أربعين سنة. وعيسى على الزهد في الدنيا. وهذا القول ضعيف لعدم ذكره خاتم الرسل الذي امتحن بأكثر منهم وصبر على أذى قومه مع قدرته عليهم بتقدير اللّه إياه على الأنتقام منهم. والقول الأول هو الصحيح. وقد نظمهم بعض الأجلة بقوله:
أولو العزم نوح والخليل الممجَّد ** وعيسى وموسى والحبيب محمد

أي اصبر يا محمد على دعوة الحق ومكابدة الشدائد كما صبر إخوانك الرسل من قبلك {ولا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} نزول العذاب الذي وعدناك به ليؤمن مؤمنهم ويصر كافرهم وأنهم مهما مكثوا في هذه الدنيا لا يعد شيئا بالنسبة لطو ل الآخرة {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ} من العذاب وأهوال القيامة {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا {إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ} لأنهم يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا لما يرون من أهوال القيامة وطو لها حتى يظنونه ساعة واحدة.
واعلم يا سيد الرسل أن هذا القرآن الموحى إليك وما فيه من الآيات البينات {بَلاغٌ} كاف من الموعظة وان فيه العبرة لمن له قلب واع وسمع سامع وبصر ناظر وفكر ثاقب وتدبر واسع. أما من ليس له شيء من ذلك فهو عات فاسق. و لهذا يقول اللّه تعالى: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ} 35 الخارجون عن طاعة اللّه الذين لا يتعظون بالإنذار والوعيد.
و لا يوجد سورة مختومة بمثل هذه اللفظة ولا مثلها في عدد الآي.
قال قوم من القوم ما في الرجاء لرحمة اللّه أقوى من هذه الآية. أخرج الطبراني في الدعاء عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له العلي العظيم. لا إله الا اللّه وحده لا شريك له الحليم الكريم. بسم اللّه الذي لا إله إلا هو الحي الحكيم. سبحان اللّه رب العرش العظيم. الحمد للّه رب العالمين. كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا ساعة أوضحاها. كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار. بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون. اللهم إني أسألك موجبات رحمتك. وعزائم مغفرتك. والسلامة من كل إثم. والغنيمة من كل بر. والفوز بالجنة. والنجاة من النار. اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته. ولا هما إلا فرجته. ولا دينا إلا قضيته. ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين».
هذا واللّه أعلم. وأستغفر اللّه. ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم. وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين وعلى أتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد للّه رب العالمين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الأحقاف مكية إلا قوله: {قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية وإلا قوله: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} الآية وإلا قوله: {ووصينا الإنسان} الثلاث آيات فمدنيات.
وقد علم حكم {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} مما مر في السورة السابقة.
{مسمى} تام وكذا {معرضون}.
{في السموات} كاف {صادقين} تام.
{إلى يوم القيامة} صالح.
{غافلون} كاف وكذا {كافرين} و{سحر مبين} و{أم يقولون افتراه} ولا يحسن الجمع بين الأخيرين لكنه جائز.
{من الله شيئا} كاف.
{بما تفيضون فيه} تام وكذا {الرحيم}.
{ولا بكم} صالح وكذا {إليَّ}.
{مبين} تام.
{واستكبرتم} كاف.
{الظالمين} تام.
{ما سبقونا إليه} كاف.
{قديم} كاف وكذا {ورحمة}.
{لينذر الذين ظلموا} كاف لمن جعل ما بعده مرفوعا بالابتداء وخبره {للمحسنين} وليس بوقف لمن جعله معطوفا على {الكتاب} أو نصبه بتقدير ويبشر المحسنين.
{وبشرى للمحسنين} تام وكذا {يحزنون}.
{خالدين فيها} صالح.
{يعملون} تام.
{ووضعته كرها} كاف وكذا {ثلاثون شهرا}.
{في ذرّيتي} صالح.
{من المسلمين} حسن.
{في أصحاب الجنة} تام وكذا {يوعدون}.
{يستغيثان الله} صالح وكذا {آمن} لكن الأحسن وصله بما بعده.
{الأولين} تام.
{من الجن والأنس} كاف.
{خاسرين} تام.
{مما عملوا} جائز.
{لا يظلمون} تام وكذا {تفسقون}.
{إلا الله} صالح.